هل تعلم.. إننا كلنا بنكلم نفسنا؟؟
طبعا مش قصدي نقف قدام المراية نكلم نفسنا زي في الرسمة كده.. باهزر طبعا..
لكن أقصد الحوار اللي بيحصل بينك وبين نفسك وإنت قافل بقك.. فاهم حاجة؟؟
تعالوا نخش في الموضوع..
لم تأتِ خطيبة "زكي" لزيارته في عمله كالعادة.. وكلمها على الموبايل فوجده مغلقا.. فدارت في ذهنه هذه الأفكار:
لماذا لم تأتِ؟!
أكيد متضايقه مني!
متضايقة ليه؟
أكيد لا تحترمني ولا أمثل لها أي أهمية!
لماذا أغلقت
هاتفها؟
لأنها لا تبالي بي ولا تريد أن أكلمها لأنني أسبب لها إزعاجا!
إنها لا تحبني!
أنا لا أمثل لها أية أهمية!
حسنا.. أنا أكرهها ولن أتصل بها!!
وسأتشاجر معها كذلك!!
هل لاحظت تسلسل الأفكار التي جالت بخاطره؟؟
لم يحدث أي حوار فعلي بينه وبين خطيبته لتخبره بسبب تأخرها.. تسلسل أفكاره قاده لافتراضات معينة لا ذنب لها فيها أصلا!!
من الممكن أن تكون قد تأخرت لأنها تحضر له مفاجأة، وهاتفها مغلق لأن بطاريته قد نفدت.. ممكن طبعا!!
إيه اللي حصل هنا؟
اللي حصل حاجة اسمها: الحوار الداخلي..
الحوار الداخلي
هو الحوار الذي يدور في ذهن كل منا.. قد نتخيل أننا نكلم شخصا ما ونفترض أنه سيجيب بطريقة معينة قد تؤثر على
حكمنا عليه.. أو أننا نجري حوارا بيننا و بين أنفسنا نفترض فيه افتراضات سلبية أو إيجابية.
حكمة:
احذر الحوار الداخلي السلبي، واحذر تأثيره..
حين نتخيل حوارا مع شخص.. فهذا الحوار الوهمي قد يؤثر في حكمنا عليه فعلا.. لذلك حاول أن تفهم الشخص ذاته ولا تفترض فيه افتراضات مسبقة.. ولا تفترض دائما الأسوأ في أي
موقف..
اقرأ معي هذا الخبر الغريب:
رجل يقتل زوجته لأنها رفضت السهر!
خبر مرعب طبعا.. لكن لو دققنا النظر سنجد أن السبب الرئيسي لهذه الجريمة ليس رفض الزوجة السهر.. لكن الحوار الداخلي للزوج (الذي يعاني مشكلة نفسية غالبا) هو السبب الرئيسي لما حدث..
ما الحوار الداخلي السلبي الذي دار في ذهنه مثلا؟
لم لا تسهر معي؟
لأنها لا تحترمني..
ألا تعرف أنني رجل البيت هنا؟؟
ألا تقدر ما أفعله من أجلها؟
تصرفها هذا يعني إهانة لرجولتي..
يجب أن أثأر لكرامتي...
في هذا الحوار السلبي افترض أنها أهانت رجولته فأخرج السكين وطعنها (بما أنه يعاني مشكلة نفسية غالبا).. ربما لم
تقصد بهذا إهانة رجولته لكن قصدت بهذا الراحة بعد يوم عمل شاق مثلا!!
احذر الحوار الداخلي السلبي.. تعلم كيف تتوقع الأفضل دائما.. اجعل حوارك الداخلي إيجابيا لا سلبيا كي تعيش سعيدا.. هذا هو مفتاح سعادتك مع الناس